السبت، 15 أغسطس 2015

قصة أبونا أدم عليه السلام


قصة أبونا أدم عليه السلام

أما قصة سيدنآ آدم فـ بتبتدي من قبل مايتخلق أساساً
قبل ماربنا يخلق الإنس بسنين كتير , خلق قبلنا حاجات كتير ..
• أول حاجة إتخلقت كانت الميّة ! .. مذكور في الأحاديث "أن الله لم يخلق شيئاً مما خلق قبل الماء " ,, و " أن الماء خُلق قبل العرش "

لما تعرف المعلومة دي هتفهم وتحس بمعنى الآية (وجعلنا من الماء كل شيء حي) .. الماء الأول وبعده كل حاجة تيجي
• العرش , ومذكور إنه العرش إتخلق على الماء, قال تعالى : (وكان عرشه على الماء) .. [ آية 7 : سورة هود]
• القلم , بس هتلاقي حديث بيقول "إن أول ما خلق الله القلم" , الحديث دا مابيتعارضش مع حقيقة إن الماء والعرش إتخلقوا الأول
بس بالتوفيق بين الحديثين هنفسّر إن المقصود بـ أولولية خلق القلم كانت إنه إتخلق قبل أي حاجة بإستثناء الماء والعرش , فأولوليته على باقي المخلوقات مش على الماء والعرش .. والكلام دا هتلاقيه منطقي لأنه ربنا لما خلق القلم أمره إنه يكتب كل شيء منذ بداية الخلق حتى قيام الساعة , فـ طبيعي مدام هو الي كتب كل شيء يبقى إتخلق قبل أي شيء
• بعدها بـ50 ألف سنة خلق السموات والأرض , ودي إتخلقت 7 سماوات و 7 أراضين في 6 أيام , الأرض إتخلقت الأول وبعدها السماوات
وعلى وجه الدقة نقدر نقول إن الأرض إتخلقت في يومين , و إتقدّر فيها أقواتها في يومين تانيين , كده بقوا 4 أيام
بعدها ربنا إستوى إلى السماء وكانت لسه دخان , فخلقها .. ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين ¤ وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ¤ ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا اتينا طائعين) .. [آية 9 ,10 ,11 : سورة فصلت]
بس هتلاقي في آية تانية بتقول (أأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها ...) وبعدها بآيتين ( والأرض بعد ذلك دحاها) .. [آية 27 , 30 : سورة النازعات]
بعد ذلك إزاي بقى! مش قولنا الأرض الأول ؟
اه ماهو الي حصل إن الأرض إتخلقت الأول بس ماكنتش مدحوّة [والدحو عند العرب يعني البسط] , لما ربنا خلق السما رجع للأرض تاني فـ بسَطَها وأخرج منها الأنهار وغيرها
رغم إن ربنا كان قادر يخلق السماوات والأرض كلها ف ثانية بـ كن فيكون .. لكنه خلقها في 6 أيام علشان يوصلّنا رسالة عن ضرورة التأني في العمل , يقولنا بلاش إستعجال المهم الإتقان
• الجن , ودول إتخلقوا قبل الإنس بـ 2000 سنة تقريباً ..الجن زيهم زينا مخلوقين لعبادة الله
أغلب الظن إنهم في السنين الي عاشوها قبل ما يُخلق آدم كانوا أفسدوا في الأرض وبهدلوا الدنيا خالص , وده سر إستعجاب الملائكة وسؤالهم -لما ربنا بلّغهم انه هيخلق آدم - فقالوا (أتجعل فيها من يُفسد فيها ويسفك الدماء) .. [ آية 30 : سورة البقرة]
الملايكة كانت متوقعة ان الانسان هيعمل زي ما الجن عملوا ويخربها بردو..
وفي تفسير تاني بيقول إن ربنا هو الي أخبر الملائكة بـ إن بني آدم هيبقى فيهم مفسدين
فـ واحد من التفسيرين دول كان هو السبب الأول لإستغراب الملائكة وسؤالهم -والله أعلى وأعلم- , اما السبب التاني فـ كان إنهم خافوا يكونوا قصّروا في عبادة الله ويكون خلق الإنسان بسبب تقصيرهم ..(ونحن نُسبح بحمدك ونقدّس لك) .. [آية 30 : سورة البقرة]
_

عند خلق أبونا آدم ربنا إختار إنه يخلقه على قدمين مش أربع أقدام ولا جعله من الزواحف , علشان يعرّفك إنه خلقك مرفوع الراس فإوعى تذل نفسك لحد غير الي خلقك , وعلشان يخلي إيديك حرة الحركة فتقدر تستعملها في الإبداع والإبتكار والتعمير
طب هو ليه سيدنا آدم إتسمى آدم اصلا؟!
إسمه جاي من أديم الأرض يعني تراب الارض
لأنه عند البدء ف خلق آدم ربنا قبض قبضة رمل من جميع رمال الأرض , بإختلاف ألوانه , رمل أبيض وأسود وأحمر , ومن هنا جاء إختلاف ألوان البشر , وطبعهم كمان , فمنهم السهل زي الرملة الناعمة ومنهم الصعب ومنهم الخبيث ومنهم الطيب .. إلخ
_

إتخلق سيدنا آدم على 7 مراحل في كل مرحلة تحس إن ربنا باعتلنا رسالة :

1/ قبضة من تراب الارض على إختلاف ألوانه , عشان يقولك انت ضعيف , مخلوق من نفس المادة الي بتمشي عليها , ربنا الي كرّمك و رفع شأنك ماينفعش ترجع تعصاه وتنسى أصلك
2/ مزج التراب بالماء فبقى طين , ولو نلاحظ ان التراب والميّة هما أدوات الطهارة ف الاسلام .. ربنا عايز يقولك انت مخلوق من طُهر فما تنجسش طهارتك بالمعاصي والكبائر
ده غير ان الطين عكس النار , الطين كله خير والنار كلها شر , فبقى آدم أصله خير والجن أصلهم شر
3/ ساب الطين شوية فبقى ماسك نفسه ..(طينٍ لازب)
4/ اتساب الطين اللازب ده كمان شوية فبقى زي الصلصال
5/ اتساب الصلصال شوية فدخلت عليه عوامل تانية وشوائب فـ غيّرت لونه وخلته يسوّد زي الرماد (الحمأ المسنون)
زي ماتكون الشوائب دي هي الغرائز والشهوات والخصال السيئة الي ف بني آدم , قد يكون ده تشبيه بس الأكيد هو المغزى منه .. ربنا عايز يقولك الأصل فيك الخير لانك من طين , وكل الغرائز دي مجرد شوائب مش اكتر
6/ شكّل ربنا الصلصال ده زي ما بنشكّل الفخار
7/ نفخ فيه سبحانه وتعالى من روحه ,, فبقى هو المخلوق الوحيد الي ربنا كرّمه بالنفخ فيه من روحه , حتى الملايكة ما إتكرّمتش التكريم ده
ولإن الانسان مخلوق من حاجتين عكس بعض [الروح والطين]
فمن هنا هتلاحظ ان كل حاجة من الحاجتين دول بتسعى دايماً لأصلها..
الروح أصلها من السما , والطين أصله من الأرض
• فلما الإنسان بيموت روحه بترجع للسما , وجسده بيرجع للأرض
• الروح غذائها روحاني سماوي مابترتاحش غير بالقرآن والصلاة والعبادة والذكر وإشباع الحاجات المعنوية ,, والجسد [ الي كان طين] غذائه من الأرض مابيشبعش غير بالأكل والشرب وإشباع الشهوات الدنيوية
• الروح أغلى من الجسد بمراحل عشان كده جسدك بيفضل معاك على طول لكن روحك بتسيبك كل يوم وبترجع للي خلقها
نقدر نقول إن روحك باليومية , بتتاخد منك اخر كل يوم لما تنام ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تَمُتْ في منامها) ويا ترجع يا ماترجعش ( فيُمسك التي قضى عليها الموت ويُرسل الأخرى إلى أجلٍ مسمى إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون ) .. [آية 42 : سورة الزمر]
ولإن الشيطان عارف كده , فتلاقيه بيحببك اوي في المعصية بالليل , عشان تنام على معصية وجايز ماتصحاش تاني فـ تُبعث على معصيتك!
ومن هنا كان سيدنا النبي بيوصينا اننا ننام على وضوء علشان نُبعث عليه
_

اتخلق سيدنا آدم و طوله 60 ذراع وعرضه 7 أذرع [ يُذكر انه من شدة طوله كان بيمشي مُقارب للسحاب, والملايكة تفزع منه لما تشوفه ../ وهو ده الطول الي هنبقى عليه كلنا يوم القيامة]

المهم نرجع لمراحل خلقه ,, بعد مابقى صلصال وإتشكّل زي الفخار ربنا سابه فترة قبل ما ينفخ فيه الروح
في الفترة دي جاله إبليس وقعد يلف حواليه ويحاول يفهم ايه ده .. كان مستغربه جدا , فكان إبليس يضرب جسد آدم برجله يطلّع صوت كده زي الصوت الي بتسمعه لما تخبّط بإيدك على قُلّة , فعرف إبليس انه مجوّف من جوا , وفهم انه مخلوق ضعيف .. و ده يدينا إشارة إن إبليس والجن عموماً مش مجوفيين زينا.
ويُقال إنه ماكنش بيضرب جسده ده كان بيدخل جواه من فمه ويطلع تاني , ومن هنا عرف إنه مجوّف وقال للملايكة ماتخافوش منه دا ضعيف ولو إتسلّطتْ عليه هقضي عليه

إبليس كان جن عابد تقيّ عمره ما عصا الله, عايش حياته كلها ف مرضاة الله والتقرّب ليه لدرجة ان ربنا رقّاه فبقى مخلوق من نور النآر , مش من النار زي أي جن .. وكمان سمحله يطلع السما ويدخل الجنة ويبقى مع الملايكة , عشان كده هو الجن الوحيد الي كان مع الملايكة لما ربنا أمرهم بالسجود لسيدنا آدم
فمن كتر التعبّد الي كان فيه وثقته في مكانته وصلاحه , استحقر آدم وقال ايش يجي جنبي ده عشان أسجدله ! فتجرأ على ربنا بعصيان أمره ..[ولأن التكبّر كان أول معصية عُصي الله بها فـ إتقال انها اصل كل المعاصي , وان "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر" ]
_
سيدنا آدم لما ربنا نفخ فيه الروح دخلت الروح أول حاجة ف راسه, فـ عطس , فقالت الملائكة قُل الحمدلله , فقال الحمدلله [وبكده تكون أول كلمة قالها آدم هي الحمدلله] , فـ ربنا قاله "رحمك ربك" ..[ وبكده تكون نزلت عليه الرحمة قبل أي حاجة حتى من قبل ماتكتمل فيه الروح]
فلما وصلت الروح لعينيه شاف ثمار الجنة وابتدا يتأملها , فلما وصلت الروح لبطنه إشتهى الثمار دي , فـ نط علشان ياكلها , بس النطة كانت قبل ما الروح توصل لرجله اصلا , معرفش ينط طبعا .. ومن هنا جت الآية (خُلِق الإنسان من عجَل) .. [ آية 37 : سورة الأنبياء ]



بعد اكتمال الروح ربنا مسح بيمينه على ظهر أبونا آدم فـ وقع من ظهره كــل الناس الي هيتخلقوا ‘ذريته كلها إلي يوم القيامة‘ اتعرضوا عليه , أهل الجنة منهم كان عندهم علامة من نور بين عينين كل واحد فيهم .. فـ بص على واحد منهم كانت العلامة الي بين عينيه منورة اوووي فـ عجبته ..
وسأل " أي ربي من هذا؟ "
فقال " هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يُقال له داوود"
" ربي كم جعلت عمره؟ "
"60 سنة"
"ربي زِده من عمري 40 سنة"
فـ ربنا بقدرته غيّر اعمارهم هما الاتنين
أبونا آدم كان مفروض عمره 1000 سنة .. فبقى 960 سنة .. لما جيه ملك الموت يقبض روحه وهو عنده 960 سنة , قاله هو مش لسه فاضل 40 سنة من عمري [بعض الأنبياء بيبقوا عارفين أعمارهم] .. فـ ملك الموت قاله مش انت اتنازلت عنهم لابنك داوود
آدم كان نسي , من غير ما يقصد .. بس من هنا بقينا كلنا بننسى .. والنسيان بيوّلد الخطأ, الجحود, الإنكار
فـ بَقت الصفات دي في ذريته من بعده
"نَسيَ آدم فنسيت ذريته , وأخطأ آدم فأخطأت ذريته" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
_

"وعلّم آدم الأسماء كلها" .. ايه بقى هي الاسماء دي ؟!
معناها اسماء كل شيء ف الدنيا , كل الحيوانات كل الجمادات كل الصناعات
وبعد ما ربنا علّمه كل ده, عرض المخلوقات على الملائكة وقالهم( أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين) تعرفوا الحيوان ده "مثلاً" اسمه ايه ؟ طبعا الملايكة ماكنتش تعرف غير الي ربنا علمهولها ..(قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ماعلّمتنا) ..
في حين ان المخلوقات دي لما عُرضت على آدم قال اسمائها كلها وماغلطش ف اي حاجة
بس ليه ربنا قالهم إن كنتم صادقين ؟! صادقين ف ايه بالضبط؟ .. وليه عمل المقارنة دي اصلا بـ عرض المخلوقات على الملائكة وبعدها على آدم ؟!
الحكاية ان الملايكة لما ربنا بلّغهم بخلق آدم وسألوه إستعجاباً زي ماقولنا فوق , رجعوا قالوا لنفسهم بس مش مشكلة ماهو احنا ربنا خالقنا من نور واحنا بنعبده ليل نهار بلا كلل او ملل , فأياً كان المخلوق الجديد ده هنفضل إحنا أكرم منه وأعلى عند ربنا ..
فربنا حب يثبتلهم ان سيدنا آدم مُكرّم أكتر منهم وعنده علم مش عندهم ,فقالهم قولولي اسماء باقي المخلوقات ان كنتم صادقين في زعمكم انكم أكرم من آدم .. وهنا مافيش إهانة للملائكة او تقليل من شأنهم إنما الغرض هو إثبات ان الله يُفضّل من يشاء من خلقه ويرفع مكانة من يشاء
وختم بـ تذكيرهم انه سبحانه لا تخفى عليه خافية حتى الكلام الي بيقولوه ف سرهم (ألم أقل لكم أني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ماتُبدون وماكنتم تكتمون)

بس هنا في حكمة , لو نفكر هنلاقي ان الملايكة اصلا مش محتاجين يعرفوا اسماء المخلوقات والصناعات وباقي الحاجات , بعكس آدم و ذريته الي محتاجينها بشكل اساسي في تعاملاتهم اليومية .. فتخيّل لو مكناش نعرف اسم اي حاجة ف الدنيا , ساعتها مكنش حد هيعرف يعبّر عن الي هو عايزه غير بإنه يجيب الحاجة نفسها قدامك ويشاور عليها !
ربنا رحمنا بتعليم ابونا آدم اسماء المخلوقات علشان يسهّل علينا نرمز لكل حاجة بإسم

توضيح تكريم سيدنآ آدم على الملائكة مكنش بس بالعلم , لا ده كمان ربنا أثبت كده لما أمرهم بالسجود لآدم .. وده كان سجود تكريم مش سجود عبادة ,, وسجود التكريم كان جائز زمان وبعد كده بقى محرم
عشان كده حتى سيدنا يعقوب و أولاده الـ11 سجدوا لسيدنا يوسف تكريماً مش عبادة
_
ستنا حواء ما إتخلقتش على طول , سيدنا آدم قعد فترة في الجنة لوحده .. لكنه حس بوحدة وملل واستوحاش, فـ في يوم وهو نايم ربنا اخد ضلع من ضلوعه الشمال وخلق منه ستنا حوا (هو الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وجعل منها زوجها)
لما الملايكة شافوها ماعرفوهاش , هما كانوا عرفوا من آدم اسماء باقي المخلوقات كلها بس دي مخلوق جديد ماعندهمش خلفية عنه , فسألوه اسمها ايه يا آدم ؟ قالهم حوآء , قالوله لماذا سُميّت حواء ؟ قالهم لأنها خُلقت من شيء حي (ربنا علّمه كل حاجة)
_
ربنا أنعم على سيدنا آدم وزوجته إنهم يسكنوا الجنة لكنه حذّرهم من إبليس , قالهم دا عدوكم هيسعى لإخراجكم من نعيمكم ( فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ) .. [ آية 117 : سورة طـه]
( إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ) , والمقارنة هنا بين الجوع والعُري , إن الجوع ذل الباطن , والعُري ذل الظاهر
( وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ) , تضحى دي معناها انك تتعرض للشمس فتصيبك حرارتها , يعني تحس بـ حر
فـ بالمثل كانت المقارنة هنا بين العطش الي هو حر الباطن , والتعرض للشمس او لحر الظاهر

كان كل النعيم الي في الجنة ملك لآدم وزوجته إلا شجرة واحدة بس ربنا حرّمها عليهم , فـ دخل لهم إبليس من مدخل التحريم
( فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ) .. [آية 120 : سورة طـه]
كلمهم بـ لطف وحسسهم إنه بينصحهم وخايف على مصلحتهم , قالهم هو ربنا منعكم من الشجرة دي ليه ؟ دي أكيد لو أكلتم منها هيكونلكم مُلك عظيم أو هتبقوا مُخلّدين
(وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين ) .. [ آية 21 : سورة الأعراف ]
ليها تفسيرين
اللي بيقولوا إنه أقسم لهم بالله علشان يصدقوه .. وهما بفطرتهم البريئة ماكنوش لسه يعرفوا ان في حد ممكن يقسم بالله ويكون كاذب , فصدقوه
أو إنه تقاسم معاهم الثمرة الي أكلوها من الشجرة , اخدها وقسمها , اكلها وقالهم شوفتوا انا اكلتها وماحصليش حاجة أهوه !
المهم انهم سمعوا كلامه وإتخدعوا بيه فأكلوا من الشجرة , فإنكشفت عوراتهم , هما من ساعة مادخلوا الجنة كان ربنا مغطي عوراتهم بـ لباس الله وحده الأعلم بماهيته
لكن لما غلطوا وعصوا الله وقع عنهم اللباس ده وانكشفت عوراتهما , وإتسمّت في القرآن سوآتهما لأن العورة هي الي لما تظهر تسوء صاحبها وتحزنه , وتخلي الناس ينفروا منه
فإبتدوا ياخدوا ورق الجنة عشان يستروا بيه نفسهم
(بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة) .. [آية 22 : سورة الأعراف]
_
أبونا آدم غلط وعصى الله لما أكل من الشجرة , وإبليس غلط وعصى الله لما ما إستجابش لأمر السجود
لكن الفرق إن سيدنا آدم بعد الغلط على طول تاب , وإستغفر الله ودعاه كتير إنه يسامحه على غلطته
بينما إبليس عَنَد , وتحدّى وأصرّ على غلطته
_
نزول سيدنا آدم للأرض ماكنش نزول إهانة , إنما كان فيه كرامة , ربنا كان عارف انهم هياكلوا من الشجرة ويتعاقبوا بالنزول من الجنة , تجربة السكن ف الجنة كانت ركن من أركان الخلافة ف الأرض , او زي مرحلة كان لازم سيدنا آدم يمر بيها عشان يعرف هو و ذريته ان إتبّاع الشيطان بيطرد بني آدم من الجنة وإن سبيلهم الوحيد للجنة هو طاعة ربنا .. والدليل ان ربنا لما جيه يخلقه قال (إني جاعل في الأرض خليفة) ماقالش ف الجنة , الهدف كان الأرض من الأول , ومن بعدها الجنة للي يستحقها وبس

لما سيدنا آدم نزل الأرض نزل في الهند , وحوا نزلت في جدة [ف السعوية] , قعدوا يدّوروا على بعض كتير لحد ما اتقابلوا ف عرفات [علشان كده اتسمت بالاسم ده, قابلوا بعض فيها او عرفوا بعض فيها]
_
ستنا حوا حملت 20 مرة في كل مرة كانت بتولد توأم , ذكر وأنثي .. يعني سيدنا آدم كان ليه 40 ابن وبنت
أولهم قابيل وأخته قليل , وآخرهم عبد المغيث وأخته أم المغيث
كان الشرع السائد إن كل توأم من أخ وأخت يتجوزوا التوأم الي بعدهم من أخ وأخت وبكده يستمر النسل ويتكاثر
كان المفترض إن قابيل يتجوز أخت هابيل , وهابيل يتجوز أخت قابيل.. بس أخت قابيل كانت أجمل , فـ قابيل طمع في أخته وكان عايز يغيّر النظام الي ماشي ده
آدم قالهم قدّموا قربآن لربنا والي يُتقبّل قربآنه يبقى هو الي هيتجوز أخت قابيل
هابيل كان راعي أغنام , فقدّم أحسن خروف عنده .. وقابيل كان مزارع , بس قدّم محصول زراعي غير قابل للأكل .. لدرجة انه كان من ضمن القربان سنابل , لاقى فيه سنبلة كويسة قام كلها
علامة قبول القربآن كانت إن صاعقة تيجي من السما تحرق القربان الي ربنا اختاره وتقبّله.. فالصاعقة اختارت قربان هابيل.
قابيل من كتر الغل والحقد الي فيه قاله انت فاكرني هسيبك تمشي كده بين الناس ويقولو انك احسن مني عند ربنا, وديني لأقتلك


يُقال ان هابيل كانت بُنيته الجسدية أقوى من قابيل وأشد , لكنه مع ذلك إتحرج من الله انه يمد ايده بالأذى على أخوه المسلم فمابالك يقتله
عدّى كذا يوم لحد ما الشيطان أوحى لقابيل بطريقة القتل فضرب أخوه وهو نايم بصخرة على دماغه أو يُقال ضربه بفك حمار .. [ومن ساعتها لحد يوم القيامة أي حد يقتل بيكون الذنب ف رقبة قابيل]
شال الجثة وفضل يمشي بيه كتير مش عارف يعمل ايه .. لحد ما ربنا أرسل الغراب يورّيه ازاي يدفن
قابيل ساعتها ندم , فيه علماء قالوا انه ندمه كان على قتل اخوه , بس ندمه كان من غير استغفار [والندم من غير استغفار مايعتبرش توبة ] ,, وفي آراء علماء تانيين بتقول ان ندمه ساعتها مكنش على القتل نفسه إنما على ان الغراب كان احسن منه , فـ تحسّر على نفسه .. والله أعلى وأعلم
أما الحكمة في إختيار الله للغراب تحديداً انه يعلّمه الدفن .. ده لأن الغربآن أكثر المجتمعات الي بيقيموا عدل الله ف أرضه .. دول بيعملوا محاكمات عادلة لأي مذنب منهم, وبيكون الجزاء فيها من جنس العمل .. فاللي يهدم عش عقابه انه يبني عش , واللي ياكل اكل الغربان الصغننة عقابه انه يتنتف ريشه لحد مايبقى زي الغربان الصغيرة .. ولو فيه غراب اتحكم عليه بالإعدام بيتنفذ الحكم وبعدها غرابين يشيلوا الجثة ويروحوا يدفنوها زي ما البني آدمين بيدفنوا جثثهم -سبحآن الله-
_
هرب قابيل مع مراته لـ السهول عشان مايقابلش سيدنا آدم , وعاش حياته هناك وابتدت ذريته تتكاثر ويشيع فيهم الفساد والمعاصي .. وبقى هو و ذريته أصل الشر ف الأرض
_
أبونا آدم كان نبي ورسول , بس الفرق بينه وبين باقي الأنبيا , انه كان مُرسل لأولاده و ذريته عشان يعلمهم تعاليم دينهم ويحثهم على طاعة الله , انما باقي الأنبيا كانوا مُرسلين لـ دعوة الكفار و المشركين للتوحيد ,,
وكان سيدنآ آدم النبي الوحيد تقريباً الي كان كل كلامه مع ربنا من غير وسيط
يُقال كان علم آدم في 104 صحيفة , وانه علّم منهم لـ ابنه شيث حوالي 50 صحيفة .. والله أعلم .. وشيث ماكنش مجرد ابن , هو كان أشبه بخليفة لأبونا آدم , كان خليفته في تعليم ذريتهم الدين لدرجة إنه البعض بيتبنى رأي إن شيث كان أول الأنبياء بعد أبونا آدم , والله أعلم
ابتدت ذرية شيث وباقي أبناء سيدنا آدم تتكاثر وبقوا هما أصل الخير ف الأرض, وفضلوا مسلمين على دين أبوهم -حوالي 10 قرون - لحد ما وقع أول شرك بالله ..
_
وفي الأول و في الاخر دي كلها اجتهادات العلماء في محاولة تفسير كتاب الله وربنا وحده الأعلى والأعلم بمايصيب ويخطئ منها قال تعالى "وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا"
_

بقلم : أ. هبه أحمد

المصادر :
• قصص نبيل العوضي
• قصص عمرو خالد
• قصص طارق السويدان
• قصص ابن كثير
• موقع إسلام ويب
• موقع الملك سعود للمصحف الإلكتروني , تم الإستعانة به لتفسير بعض الايات






0 التعليقات:

إرسال تعليق

disqus